النصائح جمعتها لكم قد تساعدنا في حراسة اطفالنا
النصائح جمعتها لكم قد تساعدنا في حراسة اطفالنا خارج البيت العالم قاسٍ ومخيف بخصوص لك، تفكر في اليوم مائة مرة كيف سيمكنك حراسة طفلك، هل فعلًا سيمكنك تغيير العالم ليكون ترتيبًا أسمى له؟
لكنك لحظيًا أو آجلاً ستكتشف عدم استطاعتك تغيير العالم كله من أجل طفلك، إلا أن باستطاعتك تربية طفلك كي يقف في وجه أذى ذاك العالم.
البدايات الجديدة
?في بداية السنة الدراسية، وكعادة أي فصل جديد، يحاول الأطفال المختلفون الاندماج معًا وعقد صداقات مع أقرانهم، ستجد صبيًا أو أكثر قد يخفق في الاندماج مع الآخرين، وبدلًا من التعرف على زملائه بكيفية محببة يبدأ في ضربهم أو دفعهم أو أي من أشكال القساوة إزاءهم، لأسباب نفسية عديدة حديثنا ليس عنها اليوم، لكن عن الطرف الآخر، الواقع بالأعلى الوحشية، كيف يتصرف الطفل الصغير الضئيل الذي يُضْرَبُ؟ ولنفترض افتراضًا أكثر سوءًا:
⁉️كيف يتصرف الطفل الذي يتعرض لاعتداء من فرد من أقرانه أو من الأكبر سنًا منه؟
ام تسرد عن وَلدها الضئيل يشتكي من شدة فرد من زملائه تجاهه، لذا خسر نصحته بــ(اضربه زي ما ضربك)، عدا الإناث، حيث لا يستطيع أن يضرب طفلةًا!
يروي احدهم عن ولده ذي السنين الثلاث، وشكواه أنه يضرب الأطفال خلال تعامله برفقتهم، وأنه حين وُبِّخَ بات على العكس، يتقبل اللطم بصمت، ووسط رهابٍ من الأب والأم أصبحا يخبرانه أن يرد الصفع بالصفع كي لا يكون هشًا.
(اضربه مثل ما ضربك)
ثقافة (اضربه مثلما ضربك) من أكثر الثقافات المخيفة والمؤذية للطفل، فأنت أولًا تسمح له بالعنف وتستحسنه كخيار أول، فيشعر طفلك أن ذلك فعل مرحب به ومبارك من الراشدين، فهل تتخيل كيف يكون الحال وقتما يلتجئ طفلك لذلك الخيار في حل كل مشاكله في حياته جميعها؟
هذا أصلًا على افتراض أن طفلك استطاع تطبيق نصيحتك! أعني أنك تفترض أن طفلك قادرٌ على صفع المهاجم، ماذا لو أن المعتدي ولد صغير أكبر أو أشد؟ لن يستطيع طفلك إعتدى أعلاه، وماذا لو أنه طفلك هشًا بدنيًا؟
قد تتصور أنك بترسيخك لمبدأ (اضرب من يضربك) تحمي طفلك من الضعف، بينما الواقع أنك لم تعطي له استراتيجية حقيقية لتحقيق وجوده، فأصبح الحمل أعلاه أثقل، والمبتغى منه أصعب، فالاستراتيجية الوحيدة التي ينصحه بها الكبار رد الاعتداء بصفع مشابه، فماذا لو لم يستطيع من الرد؟ هو تلك اللحظة (واهن) لأنه وقع أدنى اعتداء ولم يستطع الرد، فهو (فاشل) بمعنى أجدد، وأنت بنجاح تُدمر وجوده في الكوكب منذ البدايات، وتُنشئ غلامًا مُتم عقدهًا نفسيًا.
فما هو الإجراء الصحيح لحماية طفلي وتنشئته صاحب إيذاءًا في وجه الاعتداءات عليه؟
1. لا تربه كمعتدى أعلاه
الغلام الضئيل من حدث في حقه الجريمة المعرض للاعتداء هو ولد صغير غير واثق، متردد، صوته هابط، باختصار هو غلامٌ مُرَوَّضٌ (يسمع الخطبة) ليس سوى.
فإذا كانت طريقة تربيتك لطفلك تعول على الثواب الفوري بالحلوى مثلًا، أو بالعقاب الجسماني/ التهديد، وإذا استطعت أن ت**ّر برّية طفلك، وصارت لا تسمع منه كلمة (لأ)، يؤسفني أن أخبرك أنك قد ألغيت باله، ربيته معتدى فوقه، سيكون لينًا تعويضه ببعض الحلوى عقب تعرضه للاعتداء، وسيكون فريسة ذاعنة في مقابلة التهديدات واللطم.
الطفل الواثق ذو الصوت العالي والتعبير الواثق عن نفسه، الذي عنده مساحة حرية ونقاش في المنزل، هو صبي يملك أموره، وهذه النوعية مخيفة للمُعتدين، لا شخص من يود أن يتورط مع صبي مثل هذا.